يتميّز الكتاب بنظرته التاريخية إلى التنمية الغربية و تحليل وقائعها لكون التجربة الغربية إحدى طرق الوصول إلى التنمية. يتناول الكتاب في الفصل الأول موضوعات ذات صلة بالتنمية و تحولاتها٬ و في الفصول من الثاني إلى الخامس٬ عرض موجز لأهم التحولات الفكرية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية ٬ و الفنية و الدولية. يقدّم الكتاب للقارئ فهماً عاماً و شمولياً إلى حدّ ما عن ظاهرة التنمية و التطوّر و ذلك بفضل الطيف الواسع للموضوعات التي يطرقها علاوة على تعدّد أبعاد البحث. فالعرض التاريخي للموضوعات المقترن برؤية نقدية نوعما٬ إلى جانب تعددية أبعادها٬ تضع القارئ٬ من جهة٬ في الأجواء الحقيقية و الموضوعية للظاهرة٬ و من جهة ثانية تزيح عنه الإرهاق الذي قد تتسبّب به الموضوعات الجافة و التجريدية النظرية. يحاول الكتاب أن يدفع القارئ إلى استنباط٬ أولاً٬ التنمية ليست ظاهرة اقتصادية بحتة فقط٬ و إنّما يتداخل فيها الكثير من العوامل غير الاقتصادية٬ ثانياً٬ لن تتحقّق التنمية بالتقليد الأعمى للدول المتطورة٬ و إنّما تأتي عبر حركة واعية قائمة على أصالة عناصر الهوية.