بعد سنة 41ق أبعد بنوهاشم عن الساحة السیاسیّة للعالم الإسلامی تماماً، إلّا أنّهم ظلّوا یواصلون نشاطاتهم الثوریّة بصفتهم یمثِّلون المنافس والبدیل المحتمل للأمویّین، و منذ سنة 100ق تقریباً انقسموا إلی جناحین؛ الجناح العبّاسی والجناح العلوی، و إن کان الجمیع یجمعون علی رفع شعار «الرِّضا من آل محمّد» ظاهراً و کانوا یدافعون عن کل شخص یرشِّح نفسه للخلافة من أهل البیت(ع).
و فی نهایة المطاف استطاع العبّاسیّون فی سنة 132ق الوصول إلی الحکم، نتیجة لتکوین تنظیم کبیر و حمایة «أبی مسلم» منذ ذلک الوقت بدأ العلویّون مواجهتهم بطرح أنفسهم کمنافسین لهم، و قاموا بثورات کثیرة ضدّهم و قد مرّ حکم العبّاسیّین بأربع مراحل، و استمرّت خلافتهم منذ 132ق حتّی سنّة 656ق. و فی سنة 656ق احتلّ المغول بغداد و أسقطوا الدولة العبّاسیة، التی تعدّ أحد أطول الحکومات المسلمة فترةً، و قد أخذت بزمام الساحة السیاسیّة فی إیران أکثر من أربعة قرون.
و من المؤسف أنّ الأُسس الثقافیّة والدینیّة والأخلاقیّة المتزلزلة لهذه الدولة، قد ترکت تأثیراً سلبیاً علی العالم الإسلامی.
و قد سعی هذا الکتاب إلی عرض دراسة مختصرة عن مراحل الحیاة السیاسیّة المختلفة لهذه الدولة مع إطلاع القارئ علی کلّیات قضایا ذلک العهد.
محمد سهیل طقوش، ترجمة حجّة الله جودکی 2001م